القدس: جديد مقارفات الاحتلال

تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس، حيث واجه المقدسيون والقدس في 2019 أحد أسوأ السنوات منذ الاحتلال:

  1. الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، حيث عملت سلطات الاحتلال بمؤسساتها المختلفة وبدعم حكومي، على فرض سيادتها وسيطرتها على الأقصى، بإغلاقه ومنع الدخول إليه تارة، والسماح لأعداد غير مسبوقة من المستعمرين/ “المستوطنين” باستباحته وأداء الصلاة العلنية فيه تارة أخرى، وحجز الهويات ومنع الفلسطينيين من دخول الأقصى فترة اقتحامات المستعمرين ضمن محاولات التقسيم الزمني للأقصى، مع استمرار محاولات تقسميه مكانيا بمنع التواجد والصلاة خلال أوقات الاقتحامات. فضلا عن ذلك، مخاطر الحفريات التي يقوم بها الاحتلال وطواقمه وأذرعه المختلفة أسفل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة في القدس، وقد تأكد قيام الاحتلال بإجراء 104 حفريات في القدس منذ احتلالها.
  2. كشف تقرير أممي قدمه المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط (نيقولاي ملادينوف) عن “ارتفاع عدد الوحدات الاستيطانية التي قدمت خطط لبنائها وتمت الموافقة عليها عام 2019 مقارنة بالعامين السابقين”. كما أكد تقرير فلسطيني صادر عن “المكتب الوطني للدفاع عن الارض” أن “البناء الاستيطاني في محيط القدس وصل منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية إلى مستويات قياسية مقارنة بالأعوام الـ20 الأخيرة”.
  3. رصد “مركز معلومات” مختص: “اعتقال (2078) مقدسيا، بينهم (94) إٍناث بينهن (9) قاصرات، و(33) طفلا أقل من 12 عاما، فيما كان نصيب بلدة العيسوية (775) معتقلا. وأوضح “المركز”: “كما تواصلت عمليات الإعدام الميدانية للفلسطينيين بحجة الاشتباه أو محاولة تنفيذ عمليات طعن، وكان استخدام السلاح لقتل الفلسطينيين هو الخيار الأول لجنود الاحتلال، وارتقى خلال 2019 سبعة شهداء فلسطينيين، فيما يتواصل احتجاز جثامين ثلاثة شهداء”.
  4. تواصل تسليم إخطارات إخلاء وبلاغات قضائية لعائلات في حي الشيخ جراح، وفي حي بطن الهوى ووادي حلوة ببلدة سلوان، بحجة “ملكية (يهود) للأرض المقام عليها المنازل، أو من قبل “الصندوق القومي اليهودي”. كما وثقت منظمة “بيتسيلم” (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) هدم الاحتلال “265 مبنى في القدس المحتلة خلال 2019 (مقابل 59 في 2018 و61 في 2017). وكشفت “المنظمة” في إحصائية مطلع 2020 عن حدوث “ارتفاع كبير وغير مسبوق في عمليات هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة”. وخلصت “المنظمة”: “هذا جزء من السياسة الإسرائيلية الرامية لإحداث تغيير ديموغرافي كبير في القدس لصالح اليهود وتحويل حياة المقدسيين إلى جحيم لا يطاق سعياً منها لتهجيرهم”.

لقد حمل العام 2019 مزيدا من المعاناة بل “الحرب” ضد “مدينة السلام” وسكانها، جراء الاحتلال المستمر والتعسف المتصاعد، وعمليات التطهير العرقي، المتواكب مع تكثيف النشاط الاستعماري/ “الاستيطاني”، بهدف تهويد المدينة وتقليص حجم الوجود العربي فيها. ومن المحزن أن الاحتلال سيواصل، في 2020، تنفيذ مخططاته ومشاريعه بالمدينة. فهل نأمل في صرخة جديدة من سيدة جليلة: “وامعتصماه”، “واعروبتاه” و”واإسلاماه”؟!