نتنياهو: سقوط وشيك… بعد سقوط منطق ركيك؟

قبل السابع من اكتوبر الماضي، انحصرت سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في أن السلطة الفلسطينية باتت “عبئا” على الدولة الصهيونية، وأن حركة حماس من الممكن أن تكون”مكسبا”في المستقبل لاسرائيل، وأنه يمكن الاستمرار في عدم اتخاذ أي قرارات حاسمة وصعبة بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي (الذي اعتبره مجرد نزاع) وذلك عبر “السلام والتطبيع” مع كل العالم العربي وعلى رأسه بالذات المملكة العربية السعودية مقروناً بتجاهل الفلسطينيين(!!!) و معتبرا نفسه سيد الأمن والسياسة والاقتصاد والاعلام بلا منازع!!!

طروحات(نتنياهو) الركيكة هذه، سقطت على أرض الحقائق السياسية يوم (7) اكتوبر الماضي. ومع مرور أكثر من شهرين على الحرب ضد قطاع غزة، ينمو الاقتناع في اوساط يهود “اسرائيل” بالذات بأن (نتنياهو) بات غير مؤهل للقيادة، خاصة مع تواصل الخسائر الإسرائيلية وعدم قدرة إدارته على تحقيق أي من الأهداف التي أعلن عنها سواء قبل أو بعد “طوفان الأقصى”. فحماس ما زالت بعيدة عن الخسارة في شمال القطاع، وتحافظ على قدراتها في الجنوب، و”تدمير القدرة العسكرية والسلطوية لحماس” غير ملموس، فيما نافذة العالم الداعم المانح “الشرعية” للعدوان آخذة في الإنسداد بصورة متسارعة، والخلافات والتوترات الرسمية الاسرائيلية تتزايد مع الولايات المتحدة.

والحال كذلك، تتعالى أصوات المعارضين الاسرائيليين ل(نتنياهو). فمثلاً، قال عنه رئيس الوزراء الأسبق (إيهود باراك): “هناك شكوك كبيرة في قلوب كل من يعرفونه وينظرون إليه الآن حول أهليته لإدارة معركة مركبة كهذه”. وأضاف: “مثلما في أوساط معظم الجمهور الإسرائيلي، لا يوجد في واشنطن وعواصم المنطقة أي شخص يصدق أقوال نتنياهو، ولا التعهدات الباهتة التي ستعطى في الغرف المغلقة حول مواقف إسرائيل المستقبلية.. ربما نسير نحو الفشل في المعركة”. من جانبه، علق (عاموس هرئيل) بالقول: “ما يقلق نتنياهو أنه مكبل بيد قوائم اليمين المتطرف والمستوطنين الذين يحاربون أي فكرة لحل يعيد تفعيل العملية السياسية وحل الدولتين بصورة تجبر إسرائيل على تقديم تنازلات في الضفة الغربية”. اما(ناحوم برنياع) فكتب يقول: “بدلا من الخروج كل يوم بتصريحات مدوية عن تصفية حماس، من الأفضل تخفيض النبرات. فهذه لا تشوش فقط عقل الجمهور الإسرائيلي، بل والأمريكيين والمصريين والقطريين الذين نحتاج لوساطتهم بصفقات المخطوفين. فالمصداقية هي عنصر حيوي في المفاوضات”. ويضيف: “بالمقابل، يطرح نتنياهو موقفاً معاكساً لموقف بايدن. فهو يتحدث ضد عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، وضد أن تكون شريكة في محادثات السلام، حيث أن أي تراجع عن هذا الخط سيؤدي إلى استقالة اليمين المتطرف من الائتلاف، ونهاية حكومة اليمين بالكامل”.وبمثل هذه الاقتباسات، وغيرها كثير، تمت عملية تفكيك و اسقاط المنطق الركيك المتضمن في طروحات(نتنياهو) آنفة الذكر.

رئيس الوزراء الاسرائيلي يسير وراء حلفائه من أقصى اليمين وأقصى التطرف (اقرأ : الارهابي) وأيضاً وراء جنرالات الحرب الذين تمرغوا في وحول الاذلال العسكري يوم السابع من اكتوبر وأصابهم سعار الانتقام فقادهم لتنفيذ المذبحة الدائرة ضد البشر والشجر والحجر في “قطاع غزة”! و(نتنياهو)ايضاً مرعوب من اي وقف للمذبحة التي يريدها طويلة…طويلة كي يبقى على حكومته فيمنع أويؤجل محاكمته بتهم الفساد (والتقصير السياسي والامني والعسكري الذي كشفه “طوفان الاقصى”) آملاً منع أو تأجيل تفكيك إئتلافه غير المقدس مع بن غفير وسموتريتش، اللذان يشعلان النار في”القطاع” وفي الضفة الغربية، وأيضاً يحميان (نتنياهو) ضد كل المطالبات بعزله ومحاكمته وربما سجنه! فهل، بعد سقوط “منطق” (نتنياهو) الركيك… نتوقع سقوطه الوشيك؟.