كفى تصيّدا فلقد طفح الكيل

لماذا كل هذا التصيد؟!! لماذا، وبخاصة وأنه تصيّد عبثي، سواء في أهدافه أو دوافعه أو أساليبه، علاوة على كونه يجافي الوقائع والحقائق؟!! إنه تصيّد لا أريد أن أقول أنه رخيص، مثلما لا أريد أن أقول أنه يصدر عن أفراد ومنابع رخيصة، وحسبي أن أسجّل أنه تصيّد غير موضوعي ويكاد يلامس، بل ويدخل في دائرة الجهل والنميمة. وما أهون أن يكون كذلك مقارنة مع أن يكون أمرا مبيّتا ومقصودا لأهداف “تجارية اقتصادية” أو “تجارية سياسية” أو “تجارية طائفية”!!!

أتحدث، اليوم، عن (قناة رؤيا) التي أكدت وجودها وحضورها الوطني والفني الراقي على امتداد ضفتي النهر الجامع لا الفاصل. وهو حضور مكرّس لقضية فلسطين التي كانت، يوما، قضية العرب الأولى، بل أنه حضور يهدف إلى استعادة تلك المكانة من عمق أرض الرباط والحشد: الأردن. وحين أشهد بذلك كله، فإنني أعلم أن هذه القناة المتميزة قد وقعت في خطأ هنا وخطأ هناك لأسباب فنية لوجستية وليس –قطعا- لأسباب “مبيّتة” أو “خفية” أيديولوجية أو سياسية!!! وفقط، دلوني على قناة لم “تفعل” ذلك! ألم “تفعل” ذلك عديد القنوات العربية والغربية … ثم ألم تراجع نفسها وتعتذر؟! وطالما أن البشر من الخطائين، فلماذا لا يكون هذا المخرج أو المذيع أو الفني (وهو من البشر) من الخطائين؟!! وجلّ – حقا وجلّ – من لا يخطئ!

ثم، ألا يشفع للخطأ حين يحدث من فني أو مخرج أو مذيع من “قناة رؤيا”، ألا يشفع لها أن يكون مؤسسوها ومالكوها ومديروها من آل ميشيل الصايغ؟ أم أن العملية هي، أصلا، استقصاد وتصيّد لهذا الرجل العصامي وأبنائه وأحفاده؟! وهو قد تعرض، في السنوات الأخيرة، وفي أكثر من مرة، لذلك الاستقصاد والتصيّد، ودوما – أكرر دوما – كانت تثبت أصالته ووطنيته ويذهب الزبد جفاءا!!! وها انذا أشهد، وأنا الصديق القريب من (ميشيل) على امتداد عشرين عاما كاملة، أنه كان سباقا (بكل معنى الكلمة) في الاستثمار الوطني الذي يخلق فرص العمل في فلسطين والأردن وعدة بلدان عربية. والأهم –في نظري – تبرعاته غير المنقطعة لهذا الهدف النبيل، أو تلك المؤسسة النبيلة، في الأردن وفي فلسطين وفي الوطن العربي. وفي حوزتي، “سجل شرف” كامل لما قدمه ويقدمه هذا الرجل (وأشقاؤه وأبناؤه الذين –بحمد الله- ساروا على دربه). واسألوا عنه فلسطين (كل فلسطين) واسألوا عنه الأردن (كل الأردن) وما قدمه لها واسألوا عنه “وقفية القدس”، و”مؤسسة فلسطين الدولية”و”العون الطبي لفلسطين” ومدينتي عمان والعقبة تحديدا، وما لم أذكر … هو الأكثر … والسجل عندي وعند كل مطّلع وصاحب ضمير. هي، المرة الأولى، التي أدلي بها بدلوي تجاه الاستهداف لآل الصايغ … وأرجو أن تكون الأخيرة.

كفى تصيّدا! كفى استقصادا! كفى ظلما … لقد طفح الكيل، حقا: طفح الكيل!