عن مصداقية (نتانياهو)
رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) ليس فاسداً أو إرهابياً فحسب، بل هو (بشهادة عديد من زملائه ومخالطيه) كذاب محترف، يمتهن الخداع والمراوغة بمهارة عالية، وكثيراً ما يلجأ للكذب للهرب من أية ضغوطات تمارس عليه. وهو لم يقصر كذبه في قضية محددة بل يمارسه في قضايا تواجهه داخلياً أو خارجياً.
وحقاً، تزخر الأدبيات السياسية الإسرائيلية بالاتهامات المتناسلة عن لجوء (نتانياهو) إلى الكذب. وفيما يلي نماذج بارزة عن ذلك:
مع اشتداد الأزمة السياسية الداخلية والدعوة لانتخابات (هي الرابعة خلال عامين) هاجم نظير (نتانياهو) الأسبق (إيهود أولمرت) خلفه واصفا إياه بالكاذب والمحتال، قائلا: «نتانياهو مخادع ومدع، يقوم بما يراه مناسبا لنفسه فحسب، على حساب إسرائيل». وفي أحدث اتهام له بالكذب، عندما أعلن قبل أيام أنه ينتوي تعيين وزير عربي مسلم في حكومته المقبلة، قال رئيس «القائمة المشتركة» بالكنيست: «نتانياهو يستخف بذكاء الجمهور العربي. حرض ضد المواطنين العرب واعتبرهم رعايا يمكن منحهم لقاحات ومزايا اقتصادية مقابل أصواتهم، نحن لا ننسى أنه م? دفع بقانون القومية العنصري. إنه شخص كذاب».
ومع اتفاقيات التطبيع الأخيرة، اعتبرت الباحثة الإسرائيلية (عادي غرانوت) أن هناك تضخيما لها، قائلة: «هذا التعبير «سلام» الذي يضخه نتانياهو هو كذبة». وتضيف (غرانوت): «مع رجل كذب كثيرا في السنوات الأخيرة، لا يمكن أن نتوقع منه فجأة قول الحقيقة عندما يتعلق بالدبلوماسية الخارجية. الحقيقة أننا لم نكن مع أي من هذه الدول في حالة نزاع حقيقي. بشكل أو بآخر أقامت إسرائيل مع كل واحدة منها علاقات من أنواع مختلفة قبل ذلك أيضا».
وفي قضية محاولاته طلب حصانة من أجل إرجاء محاكمته في تهم فساد خطيرة، وصف محللون إسرائيليون (نتانياهو) بالكذاب. وقال المحلل السياسي (ناحوم برنياع) «نتانياهو أدلى بتصريحات كاذبة، خاصة فيما يتعلق باتهامه النيابة العامة باختلاق اتهامات ضده وتآمرها عليه. لا يحق له القضاء على ما تبقى من ثقة مواطني الدولة بمؤسساتها». كذلك حال المحلل الحزبي (يوسي فيرتر) حيث قال: «سلسلة أكاذيب نتانياهو تلائم مجرما تسلسلياً، وليس زعيماً».
بالمقابل، يكذب (نتانياهو) أحيانا من أجل «صالح إسرائيل»، كما حدث في موافقته على خطة (ترمب) التي نصت على أن «إسرائيل» تستطيع ضم معظم المستعمرات/ «المستوطنات» في الضفة الغربية، مقابل موافقة مبدئية على دولة فلسطينية منزوعة السلاح ومفككة، مشروطة بانضمام الفلسطينيين إلى العملية فيما بعد. و(نتانياهو) يعلم يقينا أن هذا تعهد لا قيمة له.
ومع أن الشائع عن «السياسي» الإسرائيلي وغير الإسرائيلي أنه يكذب، فإن (نتانياهو) بات معروفاً – في أوساطه وخارجها، وبشهادات موثقة – بأنه الأكثر كذباً بين أقرانه، في حزبه «الليكود» أو في عموم المجتمع السياسي الإسرائيلي. وهذه الحقيقة هي جزء من «تراث سياسي» سيقترن دوما باسمه – كما هو الحال مع صديقه (ترمب)! وفي السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي السابق (ريكس تيلرسون): «نتانياهو مارس الكذب والتضليل مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وأقنعه بأكاذيب ومعلومات مضللة تتعلق بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والدول ?لعربية».