عن (ساعر).. وصورته في عيون إسرائيلية بارزة

(جدعون ساعر)، وزير سابق، وأول قيادي من داخل معسكر الليكود ينافس (بنيامين نتانياهو) على رئاسة الوزراء.

معروف عن (ساعر) على نطاق واسع في «إسرائيل» بأنه أيديولوجيا على يمين (نتانياهو)، وأنه أسس حزبه الجديد «أمل جديد» بعد الانشقاق عن «الليكود» لإنهاء حكم (نتانياهو) الذي اعتبر أنه لم يعد يمثل اليمين. ومن المعروف أن (ساعر) ومنذ بداية حياته السياسية في العام 1979، عبر عن موقفه المبدئي الداعي إلى «أرض إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات وذلك رفضا للانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء المصرية، بموجب اتفاقية كامب ديفيد. كما عارض خطة الانسحاب من قطاع غزة، وأعلن رفضه «حل الدولتين».

لقد ظل (ساعر) طوال حياته السياسية يمينيا متطرفا دون تبديل في مواقفه. وخلال تسجيل حزبه الجديد الأسبوع الماضي، قال: «من أهداف الحزب التي جرى تقديمها إلى مسجل الأحزاب، تشجيع الاستيطان والزراعة في الجليل والنقب وفي السامرة ويهودا، وهضبة الجولان وعلى طول نهر الأردن والأغوار». وأضاف (ساعر) أن هناك أهدافا أخرى لهذا الحزب من بينها: «العمل من أجل ترسيخ هوية «إسرائيل» كدولة (للشعب) الصهيوني». وهو يرى نفسه أيضا من «المؤمنين» بتعزيز المشروع الاستعماري/ «الاستيطاني» بكل فلسطين التاريخية، الرافض رفضا قطعيا مجرد الحديث عن دولة فلسطينية. ومن هنا، جاء رفضه «لصفقة القرن» باعتبار أن بنودها تتحدث عن إقامة دولة فلسطينية، وتفكيك بعض المستعمرات والبؤر «الاستيطانية»، وانسحاب من مناطق بالضفة الغربية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الأسبق (إيهود باراك): «انشقاق ساعر عن «الليكود» وإنشاء حزب جديد، يمثل ضربة لنتانياهو. هذا تطور جيد يقرب نهاية عصر نتانياهو»، لكنه استدرك قائلا: «مع ذلك فإن ساعر ليس حلم غالبية الإسرائيليين، فلديه مواقف يمينية متطرفة». وفي هذا السياق، أشار الصحفي الإسرائيلي البارز (بن كاسبيت) إلى «ذعر «مبرر تماما» لدى نتانياهو بشأن انفصال ساعر. فهو يشكل لليمينيين الذين سئموا من نتانياهو، بديلا له سيصوتون له بسهولة». وفي السياق، كتب (عميت سيغل) المحلل السياسي: «ساعر لم يترك الليكود بناء على تحول أيديولوجي، مثل شارون الذي قرر الانسحاب من قطاع غزة حينها. برنامج الحزب الجديد سيضم رسالة سياسية غير قابلة للتأويل مع الاستيطان، وأيضًا مع رسالة قضائية: نعم لإصلاح عميق في منظومة إنفاذ القانون، لا للقوانين الشخصية». أما الكاتب الإسرائيلي (رونين شوفال) فيقول: «لساعر رصيد أيديولوجي استثنائي: هو رجل أرض إسرائيل الكاملة الذي يعارض دولة فلسطينية». ومن جانبه، يقول الكاتب الإسرائيلي (ميرون رابوبورت): «ثمة تحذيرات من كثيرين في اليسار الراديكالي بخصوص صورة ساعر المعتدلة، فهم يدعون أنها صورة مخادعة، وأنه بمجرد أن يصل إلى السلطة فسوف يكون أسوأ من نتانياهو، ليس فقط بشأن مسائل تتعلق بالاحتلال والضم، ولكن أيضاً بخصوص مسألة سيادة القانون». وأضاف: «سياسات ساعر ستكون أكثر عنفاً. ومنتسبو اليسار يحذرون بأننا حينها قد نشعر بالحنين إلى أيام نتانياهو».

Dr.asad

كاتب وباحث عربي، ومحلل سياسي مختص في القضايا الفلسطينية وشؤون الصراع العربي الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى