عندما يهدد الإنجيليون ترمب
يضاعف المسيحيون الإنجيليون ضغوطهم على الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) للموافقة على تنفيذ مخطط الضم الاسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية، وحتى أنهم يحذرونه إنه فيما لو تراجع عن دعم «الضم» فإن الأمر سيضر باحتمالات نجاحه بالانتخابات الرئاسية في تشرين ثاني/ نوفمبر القادم.
الدكتور (مايك ايفانز) الشخصية القيادية الإنجيلية صرح لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قائلا: «إمكانية نجاح الرئيس الأميركي بالانتخابات يتم حسمها عن طريق تصويتنا، لا يمكنه النجاح دوننا. نحن مئة بالمئة مع فرض السيادة. دعمنا لم يبدأ بترمب إنما مع الكتاب المقدس، نحن نؤمن أن الله قرر فرض السيادة قبل آلاف السنوات- وأبلغ عن هذا الأنبياء اليهود»!!! ثم أعلن بفجاجة: «كل مستشار يقدم مشورة للرئيس بالتراجع عن دعم فرض السيادة يمكنه أن يلحق الضرر بفرصة الرئيس الفوز بالانتخابات. الأمر الأسوأ الذي يمكن أن يقوم به الرئيس فترة الانتخابات هو الإعلان أنه يعارض الاعتراف بفرض السيادة على دولة الكتاب المقدس، لان جميع الإنجيليين موحدون خلف الكتاب المقدس الذي ذكر به أن من يبارك إسرائيل-الله يباركه. كل مستشار يدفعه للتراجع عن دعم فرض السيادة، سندفع لإخراجه من البيت الأبيض».
إن دور الإنجيليين في تشكيل سياسات (ترمب) لا يقتصر فقط على سعي الرئيس وراء أصواتهم، فهناك إنجيليون داخل إدارة (ترمب) ذاتها: نائب الرئيس (مايك بينس)، ووزير الخارجية (مايك بومبيو) اللذين يضغطان لدعم مخططات إسرائيل التوسعية أيا كانت. لذا، يتعرض (ترمب) لضغط شديد من قبل أتباع الكنائس الإنجيلية لدعم تنفيذ رئيس حكومة «إسرائيل» خطة «الضم»، خلافا للضغط الذي يتعرض له من الإسرائيليين أنفسهم. ويقدم الإنجيليون دعماً كبيراً (لترمب) بالرغم من أنه شخصية لا تتمسك بالقيم الدينية التي يدافع عنها المسيحيون المحافظون، الذين أعربوا مؤخرا عن قلقهم حيال البيت الأبيض وحملة (ترمب) بشأن الموقف السياسي للرئيس، وهو ما ظهر في تراجع شعبيته في الاستطلاعات. وقد ظهر انزعاجهم المتزايد الأسبوع الماضي عندما وبخ مؤسس الائتلاف المسيحي (بات روبرتسون) الرئيس لأنه «تبنى نبرة تزيد الصراع» في وقت تعم فيه الولايات المتحدة مظاهرات ضد العنصرية. وقال (روبرتسون) الذي تعود علاقته بالرئيس إلى التسعينيات في حديث تلفزيوني «أنت فقط لا تفعل ذلك، سيدي الرئيس. نحن عرق واحد. ونحن بحاجة إلى أن نحب بعضنا البعض». ووفقا لصحيفة «نيويوك تايمز»: «عديد الاستطلاعات أظهرت أن المتدينين الأميركيين، مثل معظم الأميركيين الآخرين، يرفضون بشكل متزايد كيف يقوم الرئيس بعمله–وهو تحول سيعرض للخطر إعادة انتخاب ترمب إذا لم يكن قادراً على عكس ذلك».
(صموئيل هنتغتون) صاحب نظرية «صراع الحضارات» تنبأ بخطورة استغلال الدين في الولايات المتحدة الأميركية، حيث قال: «الصراع بات حتمياً نظراً للتغيير الذي تتسارع خطواته على أساس المعادلات الدينية بين الكاثوليك والإنجيليين». وها هم الإنجيليون يلعبون الدور الأهم في دعم الرئيس (ترمب) وما زالوا متحمسين لدعمه على أساس العقيدة الصهيو–مسيحية.