لماذا إنهاء “الدور الوظيفي” للسلطة الفلسطينية؟

من الطبيعي أن يكون لإعلان السلطة الوطنية الفلسطينية التخلي عن الاتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي، ردا على قرار “الضم” الإسرائيلي لأراضي في الضفة الغربية، آثار جانبية سلبية على الفلسطينيين، لكن مكاسبه أكبر فلسطينيا ودوليا:

  1. فالسلطة لم يعد لديها ما تخسره، بل هي قادرة على كسب موقف وطني يُرضى الشعب الفلسطيني وأمتيه العربية والإسلامية زائدا شرفاء العالم.
  2. نزع الاعتراف الفلسطيني بشرعية “إسرائيل” التي منحتها إياها منظمة التحرير” والتي كانت موضع خلاف واسع. “فإسرائيل” هي الخاسرة حال الوصول إلى فك الارتباط كاملاً، حيث ستجبر “إسرائيل” على تحمل المسؤولية كاملة – كمحتل عسكري – عن حياة أكثر من مليوني فلسطيني في الضفة الغربية، ويتحمل بالتالي كامل المسؤولية الجزائية والمدنية. عندها ستحتاج “إسرائيل” لجهود عسكرية واستخباراتية أكبر للسيطرة على الوضع، عدا عن المواجهة المفتوحة المسلحة والشعبية التي ستواجهها بمناطق التواجد الفلسطيني.
  3. تعبيد الطريق للمصالحة الفلسطينية، التي لطالما وقفت طبيعة العلاقة مع الاحتلال عائقاً في وجه تحقيقها، الأمر الذي سيزيد من قوة الفلسطينيين على الأرض وفي المحافل الدولية.
  4. إحراج “إسرائيل” والولايات المتحدة أمام المجتمع الدولي. فالعالم يكاد يتفق على خطورة ما يحدث من تطورات في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وبالذات مع إصرار “إسرائيل” على تنفيذ مخطط الضم رغم تصريحات، عربية وإقليمية ودولية، ترفضه. فالذهنية الدولية لم تعد تقبل مزيداً من الانتهاكات والتغول من قبل الدولة الصهيونية وإدارة (دونالد ترامب).
  5. إرجاع القضية الفلسطينية إلى أصلها “بين شعب تحت الاحتلال وقوة احتلال سيطرت على أرضه وهجرت شعبه”، وبالتالي يعود الشعب الفلسطيني ويستند إلى حقوقه الطبيعية في أرضه وفي المقاومة والتحرير، وإلى ما منحه إياه القانون الدولي والشرعية الدولية من استخدام كافة الوسائل الممكنة لاستعادة أرضه وتقرير مصيره وعودة لاجئيه.
  6. الاستفادة من البعد الدولي للقضية الفلسطينية، فالعالم لم يعط أي مشروعية قانونية للاحتلال، مع تعزيز الانتماء إلى المنظمات الدولية والحرص على ما حققه الفلسطينيون من مكاسب لإقرار وجود دولة فلسطينية حتى لو كانت تحت الاحتلال.
  7. إعادة صياغة العلاقة مع “إسرائيل” على أساس العداء لا التعايش “بفضل” المواقف الإسرائيلية، وهو ما يوجه ضربة للمشروع الصهيوني مع عودة منظمة التحرير إلى ما كانت تمثله من قبل: حركة تحرر وطني تعيش حالة حرب مع “إسرائيل”.
  8. أخيرا، هو موقف وطني وأخلاقي تجاه الجرائم الإسرائيلية، التي تتصاعد وتيرتها بصور مختلفة خطيرة، حيث يمارس الاحتلال مقارفاته المتعددة رغبة منه بتطهير المناطق من سكانها، إضافة إلى التهجير القسري، والاعتقال، والقمع، والتعذيب، والإهانة والإذلال، وهدم المساكن، وغيرها الكثير.

لقد استغل الاحتلال الإسرائيلي هذه الاتفاقيات، وتوسع استعماريا/ “استيطانيا”، وبنى جدار فصل عنصري التهم مزيدا من الأرض، وقد حان الآن موعد انتهاء الدور الوظيفي الذي انتهت إليه السلطة الفلسطينية.

Dr.asad

كاتب وباحث عربي، ومحلل سياسي مختص في القضايا الفلسطينية وشؤون الصراع العربي الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى