ضم مناطق في الضفة: موقفان إسرائيليان؟!

في الوقت الذي ينتظر فيه الجميع موافقة الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) على تنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة، وبضمنها المستعمرات/ “المستوطنات” وغور الأردن، كما سبق ووافق على ضم الجولان المحتل، يشكك محللون إسرائيليون في احتمال إقدام الحكومة الإسرائيلية الجديدة نفسها على تنفيذ مخطط الضم دون صراع إرادات.

فبعد الاتفاق الائتلافي لتشكيل حكومة يرأس (بنيامين نتانياهو) زعيم حزب “الليكود” نصف ولايتها الأولى و(بيني غانتس) زعيم “أزرق أبيض” نصف الولاية الثانية، زادت التنديدات الدولية الشديدة أكثر من السابق، بدءأ من الأمين العام للأمم المتحدة، مرورا بروسيا والصين وانتهاء بالاتحاد الأوروبي، عبرت عن موقف واضح ضد الضم، متحدثة صراحة عن عواقب على العلاقات مع إسرائيل.

ورغم الضوء الأخضر الذي سارع وزير الخارجية الأميركي (مايك بومبيو) إلى منحه للاحتلال الإسرائيلي باعتباره ضم مستعمرات/ “مستوطنات” الضفة الغربية “قرارا إسرائيليا داخليا”، إلا أن المحلل السياسي للقناة 13 العبرية (رافيف دروكر)، المقرب من “أزرق أبيض” أكد إن “الرئيس ترمب لن يسمح بالضم. “أزرق أبيض” أجروا مباحثات سريّة مع البيت الأبيض قبل التوقيع على الاتفاق الحكومي، ووصلوا إلى خلاصة أنّه لن يسمح بضمّ المستوطنات”. في السياق، قالت المراسلة السياسية لصحيفة هآرتس (نوعا لانداو): “الإعلان عن “صفقة القرن” أحدث بلبلة معينة، لأنه رغم أن الصفقة شرعنت ضم جميع المستوطنات ومناطق أخرى، لكن الرئيس الأميركي أوضح أن إسرائيل ستطالب في موازاة ذلك بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين والحفاظ لدولتهم المستقبلية على المنطقة المتبقية. كما أن صهر ترمب، جاريد كوشنير، قلل من حماسة المستوطنين حيال الضم في عدة مقابلات هدفها تهدئة العالم العربي”. من جانبه، كتب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” (ناحوم برنياع) إنه “عندما يجلسان في الحكومة، سيُحضر غانتس، كوزير للأمن، تحفظات الجيش الإسرائيلي من عواقب القرار على الاتفاق مع الأردن، وسيشرح أشكنازي، كوزير للخارجية، الأضرار في أوروبا وآسيا. نتانياهو سيكتفي في نهاية الأمر بفرض القانون على غوش عتصيون (الكتلة الاستيطانية في منطقة بيت لحم). فلو كان الضم أمنيته، لقرر بشأن ذلك في حكوماته السابقة، فهو لم يُخلِ حتى الخان الأحمر”. بالمقابل، أعلن في الصحافة الإسرائيلية عن رسائل من الاتحاد الأوروبي استلمها (غانتس) تحذره من الموافقة على خطوات الضم. وبحسب الصحافة الإسرائيلية: “تحدث المسؤولون الأوروبيون مع مستشارة غانتس للشؤون الخارجية، مولدي سوخرفيتش، وأوضحوا لها أن الاتحاد الأوروبي يعارض بشدة بالغة أي خطوة ضم أحادية الجانب. كما أوضحوا إن على غانتس أن يأخذ بالحسبان أنه ستكون لخطوات ضم في الضفة الغربية عواقب على علاقات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل، وأنه سيتبع خطوة إسرائيلية كهذه رد فعل أوروبي شديد”.

من خلال ما هو معروف عن انتهازية (نتانياهو) ومنحه الأولوية لتجاوز القضاء الإسرائيلي الذي يطارده، يبدو أنه سيضرب عرض الحائط بكل ما سبق، وسيسعى جاهدا لتطبيق قرار الضم فعليا كي لا يصطدم بحلفائه من عتاة اليمين التوسعي على قاعدة”: اللهم لا أسألك سوى نفسي”!!