فلسطينيو 48 يتصدرون مواجهة كورونا… ولكن!
مؤخرا، أصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تقريرا عن الفروقات الصحية في «إسرائيل»، يظهر بشكل مفزع نصيب فلسطينيي 48 الأكبر من الأمراض المزمنة، مما يجعل فيروس كورونا المستجد يشكل تهديدا أكبر عليهم. بطبيعة الحال، فهذه الفروقات الصحية هي نتاج سنين عديدة من سياسات الإهمال والتهميش لاحتياجات فلسطينيي 48، رسخها الفكر العنصري الصهيوني في كل مناحي الحياة ومن ضمنها المنظومة الصحية.
ومن سخريات القدر، أن النظام الصحي في «إسرائيل» مهدد بالانهيار لولا فلسطينيو 48. فبحسب صحيفة «هآرتس» : «إن أبطال المعاطف البيضاء في هذه الأوقات ضد انتشار كورونا هم إلى حد كبير من فلسطينيي 48. وهم يمثلون نسبة أساسية من الموظفين الطبيين في المستشفيات في إسرائيل». وبحسب أرقام وزارة الداخلية الإسرائيلية التي حصلت عليها «هآرتس»، فإن «17% من الأطباء وربع الممرضات هم من الأقلية العربية، فضلا عن نصف الصيادلة، وهذا يحسب بدون موظفي الصيانة والوظائف بأجور منخفضة التي يشغلون الأغلبية الساحقة منها». وفي ذات السياق، أكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية إنه وبدون هؤلاء سينهار النظام الصحي في «إسرائيل». وأضافت: «المفارقة هي أن هذه الأقلية مع كل ذلك تتعرض للهجوم في إسرائيل». وكان مديرو مستشفيات إسرائيلية قد استخلصوا: «لولا الطواقم المهنية العربية لانهار الجهاز الصحي ولكان من الصعب مواجهة تداعيات انتشار الفيروس. فالطواقم الطبية العربية تتقدم خط الدفاع الأول لمنع تفشي الفيروس وذلك بعد وضع نحو ثلاثة آلاف طبيب في الحجر الصحي المنزلي للاشتباه بإصابتهم بالفيروس بسبب عملهم ومخالطتهم للمرضى». وبحسب البروفسور (رافي فالدين) نائب رئيس مستشفى «شيبا» في تل أبيب: «الجميع يحبهم (العرب) ويقدرهم ولا يوجد فرق بيننا، ثمة احترام (…) ومن دونهم ينهار الجهاز الطبي الاسرائيلي». وعبّر (فالدين) عن أسفه «لأن نتانياهو يعرف دور العرب في الجهاز الطبي، وفي كل المجالات، وهو يستمر ببث الكراهية والتحريض ضد العرب ويكذب من دون أي خجل ولا ضمير». وأضاف «يئست منه. العرب بمثابة قربان له ولسياسته وهو يريد فقط البقاء في منصبه».
ومع ذلك، نرى التمييز الإسرائيلي الممارس ضد فلسطينيي 48 فيما يتعلق بإجراء فحوصات كورونا مقارنة باليهود، حيث تمتنع وزارة الصحة الإسرائيلية -حتى الآن–عن إجراء الفحوصات الطبية لفلسطينيي 48 لاحتمال انتشار الفيروس بصفوفهم، كما تهمش اللغة العربية في حملات التوعية بخصوص تداعيات الفيروس على صحة الجمهور، وسبل الوقاية والتعليمات والإرشادات لتفادي انتشاره. وبحسب تقرير عن الصحافة العبرية فإن «أرقاما صادمة فيما يتعلق بالتعامل مع الوباء داخل المجتمع العربي. ففي حين تم إجراء 4 آلاف فحص فقط في البلدات العربية، مقارنة بنحو 7 آلاف فحص يتم إجراؤها يوميا في عموم إسرائيل».