تفاقم خطاب التحريض الإسرائيلي ضد العرب

تستعد القيادات الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء المنتهية ولايته (بنيامين نتنياهو) لجولة ثالثة من الانتخابات التشريعية للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بعد فشل الجهود والمحاولات الدؤوبة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ومع الاستعدادات، كثف المرشحون، في مختلف وسائل الإعلام من خطابهم التحريضي ضد العرب لكسب الأصوات، في ظل استمرار صدور الدراسات التي تحذر من خطورة العرب باعتبارهم يمثلون خطرا أمنيا على “إسرائيل”.

وأصدر “المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث”، منتصف كانون أول المنصرم، تقريرا شهريا يرصد خطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني. وتضمن البحث رصدًا للصحافة المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بالإضافة إلى تعقب صفحات سياسيّين وإعلاميّين إسرائيليين على مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك وتويتر)، حيث تم رصد 97 حالة تحريض وعنصرية ضد المجتمع الفلسطيني. ويتبين من النتائج ان المنصة الأكثر تحريضًا على الفلسطينيين هي شبكة التواصل الإجتماعي “فيسبوك” بنسبة 38% (37 من مجمل الحالات)، وذلك لمناليتها وفقدان الرقابة على المضامين المنشورة، تليها صحيفة “إسرائيل اليوم” بنسبة تحريض 11%، وكل من صحيفة “مكور ريشون” وقناة 12 بنسبة 9%، وكل من صحيفة “يديعوت احرونوت” وشبكة “تويتر” بنسبة 7%. وبينت نتائج البحث ايضًا، انّ اسلوب التحريض الأكثر اتبّاعا في الإعلام الإسرائيلي هو خطاب نزع الشرعية بنسبة 73% (71 من مجمل المقالات)، يليه استخدام خطاب العنصرية بنسبة 70% (68)، أما الفوقية العرقية فقد استعملتا بنسبة 41% (40)، تصوير إسرائيل بدور الضحية بنسبة 32% (31)، الشيطنة والتعميم بنسبة 29% (28)، وشرعنة العقوبات الجماعية واستخدام القوة بنسبة 24% (23).

المواقف ضد الأقلية العربية، التي يصرح بها قادة “إسرائيل”، يتبناها الرأي العام اليهودي. ويقول الكاتب الإسرائيلي (عوفر إيلاني): “تحولت دعوة “الموت للعرب” من صرخة كانت تسمع في الهامش، إلى أيديولوجية سائدة في كل مكان اخترقت التيار المركزي في إسرائيل”. أما عالم الاجتماع الإسرائيلي (سامي سموحة) فيرى أن “السنتين الأخيرتين شهدتا تطرفا في الموقف تجاه العرب بين الجمهور اليهودي، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا التحول الجذري منذ عشرات السنين، ما أدى إلى تحويل كراهية العرب إلى حالة إجماع في إسرائيل”. أما الكاتبة (أريانة ملميد) فوصفت الإجماع الإسرائيلي ذاك بأنّه “ينتشر في صفوف اليمين واليسار، الشرقيين والأشكيناز، وفي مؤسسات الدولة وفي كل جهاز اجتماعي يساهم في صيانتها؛ وتظهر معطيات مذهلة ذلك، سواء في منشورات شبكات التواصل الاجتماعي، أو في دعوات “الموت للعرب” أو غيرها”.

مؤخرا، نشر “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”، دراسة تناولت ما أسماه “العلاقات المعقدة بين اليهود والعرب في إسرائيل”. وقد خلصت الدراسة إلى استنتاج خطير قوامه أن “التوتر موجود بالأساس في مستوى الدولة، والخلاف الأساسي بين اليهود والعرب هو على شرعية تعريف إسرائيل كدولة قومية (للشعب اليهودي) وحول مدى ديمقراطية إسرائيل تجاه مواطنيها العرب”. ويتبين من الدراسة، تأييد أغلبية من اليهود، بنسبة 54%، سلب حق التصويت ممن لا يوافق على التصريح بأن “إسرائيل هي الدولة القومية (للشعب اليهودي)”.