ماضي وحاضر “حارس النادي الليلي”
(أفيغدور ليبرمان) رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، سياسي إسرائيلي متطرف، مثير للجدل، صعد إلى قمة الهرم السياسي الإسرائيلي بفضل المهاجرين الروس إلى فلسطين 48، وهم الذين تحولوا منذ بدء الهجرة في العام 1989 بين يهود الاتحاد السوفياتي المنهار إلى عامل حاسم في نتائج انتخابات البرلمان الإسرائيلي (الكنيست). فالمهاجر الروسي الطارئ بحث عن زعيم فوجده في (ليبرمان)، فما كان منه إلا أن ساعدهم هو، بدوره، من خلال وزارة الاستيعاب والهجرة.
عبر هؤلاء، أصبح (ليبرمان)، الحارس الليلي بأحد الملاهي الليلية في مولدوفا وهو دون العشرين، ولاحقا في القدس، أصبح بمثابة “كرت جوكر” في أغلب الحكومات الإسرائيلية المشكلة منذ عام 1999. وهو معروف بمواقفه السياسية المتطرفة مثل دعوته لضم الضفة الغربية وتعزيز الاستعمار/ “الاستيطان” فيها، علاوة على تبنيه فكرة “الترانسفير” من خلال نقل فلسطينيي 48 (وما يقيمون عليها من أراضي) إلى أي كيان فلسطيني قد ينشأ. ومما يجدر ذكره أن (ليبرمان) عمل مديرا لمكتب (نتنياهو) قبل أن ينقلب عليه وعلى “ليكوده” ويؤسس حزبه الخاص.
في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، ظهر وكأن (ليبرمان) هو الفائز الحقيقي محاولا فرض شروطه على رئيسه السابق (نتنياهو) وعلى (بيني غانتس) زعيم حزب “أزرق أبيض”، فارضا نفسه باعتباره “بيضة القبان”! فمع استمرار المأزق السياسي في إسرائيل، والفشل بتشكيل حكومة وتزايد احتمالات التوجه إلى انتخابات ثالثة، وافق رؤساء أحزاب اليمين على “ممارسة ضغوط على الأحزاب الدينية الحريدية كي تقدم تنازلات من أجل أن يوافق حزب “إسرائيل بيتنا” على الإنضمام إلى كتلة اليمين (أحزاب اليمين والحريديين) وتشكيل حكومة يمينية جديدة برئاسة (نتنياهو)”. وقال هؤلاء: “ليبرمان الوحيد الذي بإمكانه إنقاذ إسرائيل من انتخابات ثالثة”. وهذا يعني أن (نتنياهو) جاهز لتقديم تنازلات (لليبرمان) الرافض الإنضمام لكتلة اليمين بسبب الحريديين والذي أفشل (نتنياهو) سواء بتشكيل حكومته بعد الانتخابات الأولى أو الثانية هذا العام.
بالمقابل، رفض (ليبرمان) تشكيل حكومة أقلية كالتي يطرحها “أزرق أبيض”، بحيث تستند إلى دعم خارجي من القائمة المشتركة (العربية). وقال: “ثمة إمكانية واحدة وهي حكومة وحدة. القائمة المشتركة هي طابور خامس، وهم لا يمثلون (عرب إسرائيل). وقلنا إنه توجد إمكانية واحدة، حكومة وحدة، ولا نتطرق إلى قضية حكومة أقلية”. ولكن كلاً من “الليكود” و”أزرق أبيض” رفضا – حتى الآن – مقترح (ليبرمان) لتشكيل حكومة “وحدة وطنية” تجمع الحزبين.
(ليبرمان) يتحدث الآن من موقع قوة، ومن الواضح أنه هو من سيقرر من سيكون رئيس الحكومة. وفي هذا يقول الكاتب الإسرائيلي (أفرايم غانور): “ليبرمان أحدث الثورة الهادئة التي ستجعل دولة اسرائيل متحررة من مملكة نتنياهو… وحين ستقوم هنا حكومة جديدة، سيتعين على الكثيرين أن يعترفوا له أنه بفضله وصلنا الى هذا”!