«الاشتراكية الدولية»: هل من تأثير في القضية الفلسطينية؟

كثيرة هي المنظمات والمؤسسات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، لكن ربما تكون منظمة «الاشتراكية الدولية» على رأس هذه جميعا باعتبارها منظمة سياسية دولية تضم في عضويتها مجموعة من الأحزاب السياسية ذات التوجه الديمقراطي الاجتماعي أو الاشتراكي أو العمالي وقد بلغت حوالي 170 منظمة وحزباً سياسياً من القارات الخمس.

سبب الحديث عن هذه المنظمة البارزة اليوم يأتي بسبب انعقاد مؤتمر «الاشتراكية الدولية» في رام الله الأسبوع المنصرم. وفي بيانه الختامي، أكد المؤتمر على رفض «الخطة الأميركية للسلام»/ «صفقة القرن»، باعتبارها «تتناقض مع الإجماع الدولي وتتجاهل القانون الدولي وتنتهك المتطلبات الأساسية للسلام العادل والدائم، كما إنها تدمر الحقوق المشروعة للاجئين الفلسطينيين». كما دعا البيان إلى «حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الأمم المتحدة 194، ورفض أي جهود تحاول استبدال السلام الحقيقي والعادل بـ «وهم الرخاء الاقتصادي»، «الذي يدعم احتلال الأراضي الفلسطينية والسياسات التمييزية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني».

جدير بالذكر إن القضية الفلسطينية لم تغب عن جدول اجتماعات «المنظمة الاشتراكية» منذ نشأتها في فرانكفورت عام 1951. بل إنها أكدت، خلال مؤتمراتها كلها، على جميع القرارات الدولية ذات العلاقة بفلسطين. وكما تعرف عن نفسها، تناضل هذه «المنظمة» من أجل الحرية والعدالة وحقوق الإنسان وتقف ضد التمييز العنصري، ملتزمة بتحقيق الديمقراطية على نطاق عالمي لهياكل السلطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية». ومع أنها تجمع أحزابا ومنظمات من تقاليد مختلفة، فإنها تشترك في هدف مشترك: الاشتراكية الديمقراطية. ولأنها كذلك، هي اليوم، تعارض نهج الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) في الشرق الأوسط.

لقد جاء انعقاد المؤتمر في رام الله كتأكيد من المنظمة على حضورها في الشرق الأوسط. فبعد أن انتقد الأمين العام للاشتراكية الدولية (لويس إيالا) قرارات الإدارة الأميركية بخصوص القضية الفلسطينية، باعتبارها «تذهب بعيداً عن الإجماع الدولي والشرعية الدولية»، شدد على أن «عقد المؤتمر في رام الله يهدف إلى أن تكون منظمة الاشتراكية الدولية جزءاً مما يحدث، فالقضية الفلسطينية قضية عالمية وليست خاصة بالمنطقة، ومهمة المنظمة المضي قدماً في تعزيز حرية الناس وحقوقهم».

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها القضية الفلسطينية، ومع تغير أساليب ومعاني الكفاح ضد الاحتلال، على الفلسطينيين المساهمة بكل ما أوتوا من قوة في أي فعل أو نشاط دولي، وبالذات في «الاشتراكية الدولية» ذلك أن أحزابا مشاركة فيها هي أحزاب حاكمة في بلدانها. وعليه، فإن القرارات المتخذة في اجتماعاتها لن تكون حبرا على ورق. وفي السياق، لربما من أهم ما صدر في البيان الختامي للمنظمة في اجتماعها الأخير في رام الله «دعوة أعضائها إلى لعب دور لدى حكومات بلادها للاعتراف غير المشروط بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».