موقع (ليبرمان) في السباق الانتخابي الإسرائيلي المحموم؟

نتيجة انتخابات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) القادمة ستحسم مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) سياسياً وشخصياً. ذلك أن إفشاله في تشكيل الحكومة القادمة يأخذه للمحاكمة في ملفات جنائية قد تسجنه عدة سنوات.

استطلاعات الرأي الإسرائيلية لا زالت ترجح تقارب عدد المقاعد التي سيحصل عليها كل من «الليكود» وقائمة «أزرق أبيض»، مع عدم قدرة أيٍ منهما تشكيل حكومة بمفرده. فرئيس الحكومة سيكون من الصعب عليه تشكيل حكومة مقبلة دون حزب «إسرائيل بيتنا» ورئيسه (أفيغدور ليبرمان) وهو ما يبدو بعيدًا – حتى اللحظة–بسبب الخلاف العميق بين الرجلين، بينما يواجه رئيس «أزرق أبيض» (بيني غانتس) صعوبة في تشكيل حكومة بمفرده، بسبب استحالة دعمه من الأحزاب الحريدية حسب التصريحات المعلنة حتى الآن، مع ملاحظة أن استطلاعات الرأي تبين تراجع «الليكود» و«أزرق أبيض» لصالح الأحزاب الصغيرة التي بدأت قوتها بالازدياد.

لا فرق كبيرا بين (نتنياهو) وزعيم المعارضة في إسرائيل اليوم (غانتس). فالأول يصر على رفض اقتلاع أي مستعمرة/ «مستوطنة» من «أرض إسرائيل» في أي تسوية سياسية في المستقبل، مؤكداً أن حكومته «عملت كثيراً من أجل تحصين مشاريع الاستيطان الإسرائيلية في المناطق المحتلة». كما أكد مواصلة «الجيش الإسرائيلي السيطرة على جميع الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن، وسأعمل على تحقيق الاعتراف الدولي بهذه المبادئ وبعض المبادئ الأُخرى، وانظروا إلى ما فعلناه في القدس، وفي هضبة الجولان، ولا شك في أن القادم سيكون أعظم». أما (غانتس) فقد صارح بأن تحالفه «سيسعى لاتفاق سياسي مع الفلسطينيين لا يلزم إسرائيل بإخلاء مستوطنات من المناطق المحتلة»، مع تأييده «حق إسرائيل في البقاء في غور الأردن وحقها في الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى وبالقدس الموحدة كعاصمة أبدية لها، فلا عودة إلى خطوط حزيران/ يونيو 1967».

حتى اللحظة، رجل المرحلة سيكون (ليبرمان) حيث يعي (نتنياهو) الخلاف العميق بينهما مثلما يدرك استحالة تشكيل حكومة مقبلة دون «إسرائيل بيتنا». أما (غانتس) فأعلن صراحة أنه إذا حصل تحالف «أزرق أبيض» على عدد مقاعد يخوله تأليف الحكومة المقبلة فلن يتجاهل «إسرائيل بيتنا». وفي هذا تقول (زهافا غالئون) رئيسة حركة «ميريتس»: «كيف سيبدو الكنيست المقبل؟ الاستطلاعات الأخيرة لا تسمح لنا بمعرفة ذلك، لكن يمكن الاستنتاج أن ليبرمان لم يعد يُعتبر من «الشركاء الطبيعيين» لنتنياهو بل سيكون في موقع ابتزاز نادر كاف لتتويجه المسيح المنتظر لمعسكر الوسط – اليسار. وشخص مثل ليبرمان لن يضيّع الفرصة. ليس عبثاً الافتراض أنه في لحظة الحقيقة سيأخذ ليبرمان مقاعد اليساريين الذين صوتوا مع «فقط ليس نتنياهو»، و«فقط ليس شاس»، ثم يقترح نتنياهو رئيساً للحكومة، ويدخل إلى حكومته مع إمكان مساومة كبيرة».