تحولات الأميركيين واليهود الشبان تجاه إسرائيل

مع تزايد انتقادات أعضاء الكونغرس الديمقراطيين للحكومة الإسرائيلية، وتراجع تأييد إسرائيل بين اليهود الأميركيين أنفسهم، تتخوف إسرائيل من خسارة جيل بات ينظر اليها كدولة تمارس الاحتلال وليست ديموقراطية. وهذا التطور، يؤدي إلى تبعات متنوعة على إسرائيل نفسها، وصعوبات في علاقتها مع معارضي سياسة الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) داخل الولايات المتحدة وداخل الجالية اليهودية، وربما يؤدي إلى اتساع الاغتراب بين إسرائيل والأميركيين اليهود. ويجدر التنويه بإحصائية «الوكالة اليهودية» أواخر العام الماضي من أن «أغلبية يهودية غير?أرثوذكسية تشكل حوالي 90% من يهود الولايات المتحدة»، هم أصلا يعانون من عدم اعتراف إسرائيل بيهوديتهم.

وبحسب (جيم نورمان) محرر قسم الاستطلاعات في «غالوب» فإنه «ولأول مرة منذ 2012، ما لا يقل عن نصف الأميركيين ومن بينهم يهود يفضلون إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يتزايد تأييد دولة فلسطينية مستقلة كل عام منذ 2015». وفي استطلاع سابق، أجرته جامعة «ميريلاند»، أظهر أن «40% من الأميركيين (56% من الديمقراطيين) يؤيدون فرض عقوبات أو تدابير ضد إسرائيل حال استمرارها في سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، في الوقت الذي يشعر فيه 55% من الديمقراطيين أن الحكومة الإسرائيلية لديها تأثير أكثر مما ينبغي?على السياسة الأميركية، في مقابل نسبة 38% لديهم وجهة النظر نفسها بين عموم الأميركيين».

مسألة دعم إدارة (ترمب) لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بزعامة (نتنياهو) تحولت إلى نقاش وطني في الولايات المتحدة لمن تم اعتبارهم «موالين لبلد أجنبي (إسرائيل)»، فضلا عن مقارفات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. وقد أظهر استطلاع آخر للرأي نشرته «اللجنة اليهودية الأميركية» أن قلة من «اليهود الأميركيين يعتبرون قيام دولة إسرائيل المزدهرة أمراً «حيوياً» لمستقبل (الشعب اليهودي) على المدى الطويل». وبحسب دراسة استقصائية، ارتفع نصيب اليهود الأميركيين الذين يعتقدون أن إسرائيل «يجب أن تكون مستعدة لتفكيك جميع ال?ستوطنات» كجزء من اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، من 15% في 2018 إلى 25% في 2019، فيما قال حوالي ثلثي اليهود الأميركيين إنهم يؤيدون حل الدولتين». وأضافت الدراسة: «في استطلاع العام الماضي، قال 70% من اليهود الأميركيين إن الاهتمام بإسرائيل كان «جزءًا مهمًا جدًا من كوني يهوديًا»، ولكن في استطلاع هذا العام، انخفضت النسبة المؤية الى 6% في حين ارتفعت تلك التي «عارضت بشدة» من 9 إلى 15%».

اليوم، نسبة كبيرة من اليهود الأميركيين الشبان، يرون في إسرائيل الطرف الذي يصر على الاعتداء على الفلسطينيين، ويتمسك باحتلال أراض يعترف بها أغلب العالم كأرض محتلة، علاوة على رؤية اسرائيل دولة «أبارتايد» تتعامل بقوانين عنصرية على حساب مواطنيها من غير اليهود، وكل هذه تطورات تشجع بيننا من لا يقعده اليأس عن متابعة ملاحقة إسرائيل محليا وإقليميا ودوليا.

Dr.asad

كاتب وباحث عربي، ومحلل سياسي مختص في القضايا الفلسطينية وشؤون الصراع العربي الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى