الأحدث في التحريض والعنصرية الإسرائيلية

يتصاعد الخطاب التحريضي والعنصري في الاعلام الإسرائيلي المرئي والمكتوب والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيات سياسية واعتبارية حتى تحولت وسائل الإعلام الرئيسة ذات التأثير الكبير إلى جزء من التحريض الممنهج لممارسة العنف ضد كل ما هو فلسطيني من خلال قلب الحقائق رأسا على عقب. فالعنصرية التي ظلت الدولة الصهيونية تصورها “فئة هامشية ومعزولة” تمثل اليوم – وفقا لمصادر إسرائيلية متنامية – تيارا عريضا في المجتمع الإسرائيلي يلقى دعم وتأييد أحزاب سياسية رئيسية. وأساس هذه العنصرية هو التحريض المستشري في المؤسسات السياسية والتعليمية والثقافية والإعلامية الإسرائيلية.

في صحيفة “إسرائيل اليوم”، كتب الصحفي اليميني (أوري هايتنر) يقول: “قاتل رابين، إيجال عمير، ليس هو من هدم عملية السلام عندما قتل رئيس الحكومة، وجعل مواطني إسرائيل يميلون إلى اليمين. من خرب السلام وجعل مواطني إسرائيل يميلون إلى اليمين، هم الفلسطينيون، وهم سبب التطرف الإسرائيلي القائم”. وترجمة لهذا اتوجه، كتب البروفيسور (اريه الداد) في صحيفة “معاريف” مقالا بشأن قضية بيع فلسطيني لبيت في القدس لآخر يهودي: “ربما ستقتنع الحكومة الآن بالقضاء على عمل السلطة الفلسطينية في (العاصمة). عمل السلطة، التي قامت باعتقال الفلسطيني، في القدس وقاحة وتجاوز لصلاحيات وأماكن عملها. علينا سرعة فرض السيادة التامة على شرقي القدس”!! بل إن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي ادعت أن “حربًا باردة نشبت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بخصوص الأراضي في القدس”، حيث اتهمت القناة السلطة بمحاولة الوصول للقدس والقيام بإجراءات خطيرة منها “اعتقال مواطنين بهوية زرقاء من وسط القدس، متحدية – السلطة – بهذا القوات الاسرائيلية، وعلى اسرائيل بالتالي أن ترد باعتقال شخصيات قيادية في السلطة”.

التحريض ضد كل ما هو فلسطيني شائع عند وزراء حكومة اليمين المتطرف الراهنة. فقد كتب وزير “الدفاع” المستقيل (أفيغدور ليبرمان) يقول: “بعد مضي أكثر من 3 أعوام من (الكفاح) المتواصل والعنيد، ناقشت لجنة القانون والقضاء والدستور، قانون فرض عقوبة الإعدام على (المخربين).. وقد حول القانون للمصادقة عليه في القراءة الأولى في الهيئة العامة الكنيست، وسنعمل على إتمام هذه المهمة حتى النهاية”. أما الليكودي (آفي ديختر) رئيس جهاز “الشاباك” سابقا، فكتب يقول: “على (المخرب) أن يعرف: اذا ما نفذت عملية، بيتك سيخرب! الجهات القضائية قضت بألا يتم هدم بيوت (المخربين) الذين “فشلوا في عملية”. القرار يتناقض مع كل منطق عسكري أعرفه. سنعمل لتصحيح الخطأ”.

وفي مقال استخلاصي لافت، يقول الكاتب (أور كشتي) في “هآرتس”: “الحملات العنصرية الإسرائيلية المستمرة ضد كل ما هو فلسطيني تبرهن على ترسخ العنصرية كوسيلة دعائية تراها إسرائيل شرعية. فتحت قيادة وزيرة القضاء أييليت شاكيد وبنيامين نتنياهو تحولت العنصرية إلى تيار عام، ويبدو أنها أصبحت مكتملة”. من جانبه، كتب (دانييل بلتمان) أيضا في “هآرتس” يقول: “الأغلبية المطلقة من الجمهور اليهودي في إسرائيل تعيش منذ سنوات في إنكار يمكنها من مواجهة الاستياء الكامن في حقيقة أن دولتها ترتكب منذ عشرات السنين جرائم تعتبر كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية… معظم اليهود في إسرائيل يعيشون اليوم داخل فقاعة انغلاق المشاعر”.