متى توقيع اتفاقية “السلام التاريخي” بين إسرائيل وأمريكا؟!!!
اختلفت سياسة الرئيس الأمريكي (دونالد ترمب) عن سياسات أسلافه من الرؤساء الأمريكيين على مدار العقود السابقة، باتباع سياسة تركز على إحدى شعارات حملته الدعائية “أمريكا أولاً”. لكن، في حقيقة الأمر، تبين أن (ترمب) يرفع شعار “إسرائيل أولا، وأمريكا ثانيا”. فمع تسلمه الرئاسة، انتهى أي ضغط دبلوماسي/ سياسي/ اقتصادي/ أمني كان يمارس سابقا على إسرائيل ولو نادرا، فيما الاستعمار/ “الاستيطان” اليهودي مستمر بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، علاوة على الخطة الأمريكية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ونيتها الاعتراف بوجود نصف مليون لاجئ وليس أكثر من 5 ملايين معترف بهم في شتى الدول، وصولا إلى شطب (الأونروا) كوكالة مساعدات دولية للاجئين الفلسطينيين وشملهم ضمن السياسة المتبعة مع شتى اللاجئين على مستوى العالم، ناهيك عن قطع الالتزامات المالية الأمريكية تجاه السلطة الفلسطينية.
بعض اليمين السياسي الإسرائيلي رأى الخطوة الأمريكية المرتقبة خطوة “تاريخية” أخرى للرئيس الأمريكي بعد نقل السفارة، باعتبار أنه “سيتم شطب حق العودة كما شطبت القدس سابقا كعاصمة للدولة الفلسطينية؛ وبالتالي خلق وقائع جديدة على الأرض”. فمن جانبه، اعتبر من يسمى بـ”وزير شؤون القدس” (زئيف ألكين) أن “ترمب يقول الحقيقة، ويكشف الكذبة العربية التي تم تسويقها للعالم بأسره منذ عقود”. وبدوره، علق وزير العلوم (أوفير أوكونيس) على الخطة الأمريكية بالقول: “بعد عقود، تضع إدارة ترمب حدا للكذبة العربية، أموال المساعدات الدولية لا تساعد عرب الضفة، بل القيادة الفاسدة وعائلات الإرهابيين”. ومن جهتها، قالت النائبة الإسرائيلية (شران هسيخل) رئيسة ما يسمى “اللوبي لمحاربة أونروا”، إن “الأونروا تربي أجيالا من اللاجئين وتخطئ هدفها الأصلي في حل مشكلتهم”.
بالمقابل، حذرت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المستويات السياسية من تبعات الخطة، خشية اشتعال الأوضاع مجددا، خاصة في ظل الجهود التي تبذل للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة. وأشار المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” (عاموس هرئيل) في هذا السياق، إلى تقرير الأجهزة الأمنية بالقول: “المشكلة تكمن في أن كل هذه الادعاءات تترجم إلى خطوات عملية لها أبعاد محتملة خطيرة على أرض الواقع، وهو ما دأبت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على تحذير المستوى السياسي خلال السنة الأخيرة، منذ أن بدأت تتضح نوايا ترمب”. ولفت (هرئيل) إلى أن “الضفة الغربية، وقطاع غزة بدرجة أكبر، تتعلقان إلى حد كبير بالمساعدات الخارجية عامة، والمساعدات المالية لمخيمات اللاجئين. وبالتالي فإن التقليص في الميزانية من شأنه أن يدهور الأوضاع الاقتصادية، خاصة في القطاع ما يؤدي إلى تجدد المواجهات على طول السياج الحدودي، في الوقت الذي تبذل فيه الجهود لتحقيق التهدئة”. من جانبنا، نختم بما قاله المعلق السياسي (تسفي برئيل) ساخرا: “بحسب عقيدة ترمب بقي فقط الآن ترسيم حدود دولة إسرائيل بما يتلاءم مع خريطة المستوطنات وتحديد واشنطن وضع الأماكن المقدسة، وبذلك يمكن تحقيق اتفاق سلام تاريخي يوقّعه طرفان هما رئيس الولايات المتحدة ورئيس الحكومة الإسرائيلية”!!!. ويتابع: “حتى لو قبِل الفلسطينيون بأعجوبة الموقف الأمريكي، ما هو مصير نصف مليون لاجىء؟ هل نسمح لهم بالعودة إلى منازلهم؟”!! حقا، إن إدارة (ترمب) حين تنادي بشعار “أمريكا أولا” إنما تطبق شعار: “لا بل: إسرائيل أولا”!!!.